‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعلم الاسلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تعلم الاسلام. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 15 يونيو 2015

هل تعلم لماذا الزانية قبل الزاني ؟ و السارق قبل السارقة ؟

 الزاني السارق 


أهلا و سهلا بكم .. هل تعلـــم لماذا الزاني قبل الزانية ؟ و لماذا السارق قبل السارقة ؟ بالفعل إنها  تستحق القراءة  اليكم التفاصيل :: أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى فقال تعالى :::  ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مئة جلدة ) [النور: 2]. وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذكر فقال تعالى :::  ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءاً بما كسبا نكالاً من الله ) [المائدة: 38]. لقد بدأ الله حد الزنى بالأنثى (المرأة)، وذلك لأنها التي تعطي الضوء الأخضر للذكر (الرجل) ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائده، فالمرأة هي التي تفتنه بملابسها غير الشرعية الفاضحة، ونظراتها غير السوية المغرضة، وحركاتها غير الأخلاقية المثيرة. فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة، ولهذا حملها الله المسؤولية الأولى في الزنى، ولكنه ساوى بينها وبين الذكر في العقوبة. ولذلك ::: أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بالعديد من أوامر سد الذرائع أو الأوامر الاحترازية الحامية لها من مثل هذا السلوك المشين والمهين أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها. قال تعالى :::  (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) [الأحزاب: 32]. أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر، والدال على حشمتهن وهويتهن وأنهن مؤمنات عفيفات لا يقبلن المخادعة والمصادقة للرجال، أو إثارة الفتنة فقال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً )[الأحزاب: 59]. فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة. أمر الله المرأة المسلمة أن لا تبدي صوت زينتها الخفية كالأساور والخلخال وغيرها تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك. فقال تعالى: ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) [النور: 31]. كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال فقال تعالى: ( ولا يبيدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) [الآية: 31] من النور. أمر الله المرأة المسلمة بغض البصر وحفظ الفرج. فقال تعالى: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) [النور: 31]. لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى. أما في السرقة فـبدأ الله بالذكر في الحد مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة. والإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة لذلك !! هذا هو الإسلام يا مسلمين فطبقوه و لا تقنطوا من رحمه الله عليكم و قولوا الحمد لله علي نعمه الإسلام في النهاية الله و رسوله أعلي و أعلم  لو سمحت شارك الموضوع و أترك لنا تعليق .

الأحد، 14 يونيو 2015

أدلــة تحريم الغنـــــاء والموسيـــقى من الكتاب والسنة

 http://dorr.ps/dimgs/M3N4NET-107524-1.jpg

{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}


أدلة التحريم من القرآن الكريم

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [سورة لقمان:6].

قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).

قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء -يرددها ثلاث مرات-، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم).

وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).

ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
وقال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [سورة الإسراء:64].



جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية وهذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو.. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".

و قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72].

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).

وفي قوله عز وجل: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } قال الإمام الطبري في تفسيره: (وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء).
 


أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).

وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أي ابن حزم) في رده ذلك.. وأخطأ في ذلك من وجوه.. والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:

أولاهماقوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.

ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أي المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).

وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
 


وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
 


قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر » (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).

وروى أبو داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا » (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116).

و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

 

أقوال أئمة أهل العلم:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..

قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.

وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو -أي غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).

قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان).
 


وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبي حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".

وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبي حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.
 


قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه -أي أصحاب الإمام الشافعي- العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن).

ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:
 

حب القرآن وحب ألحان الغنا
في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه
أبدا من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره
عبدا لكـل فـلانة وفلان


و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء وإقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

الاستثناء:

ويستثنى من ذلك الدف -بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين).

وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
::رقم 1::
--------------
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}….. أكثر المفسرون على أن المراد بلهو الحديث هو الغناء، وقال ابن مسعود: هو الغناء، و يقول تعالى وهو يخاطب الشيطان: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ} قيل هو الغناء، و قال عليه الصلاة و السلام: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير، و الخمر و المعازف…… » رواه البخاري.
::رقم 2::
------------------
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أضرار الغناء و الموسيقى: المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك و مالوا إلي الفواحش و إلى الظلم، فيشركون و يقتلون النفس التي حرم الله و يزنون و هذه الثلاثة موجودة كثيرا في أهل سماع الأغاني، إن سماع الأغاني و الموسيقى لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضلال و المفسدة ما هو أعظم منه، فهو للروح كالخمر للجسد، و لهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر، فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر، بل أكثر و أكبر.
::رقم 3::
----------------
أما الغناء في الوقت الحاضر فأغلبه يتحدث عن الحب و الهوى و القبلة و اللقاء ووصف الخدود و القدود و غيرها من الأمور الجنسية التي تثير الشهوة عند الشباب و تشجعهم على الفاحشة و تقضي على الأخلاق، ناهيك عن الذي يسمى بالفيديو كليب و ما به من فواحش و منكرات و رقص مائع و وجوه ملطخة تثير الشايب قبل الشاب، و المشاهد لهذه الأغاني المصورة يرى مدا اهتمام المخرج بالراقصات أكثر من المطرب نفسه، و هذا ليس مستغربا لأن إثارة المشاهد عندهم أهم من كلمات الأغنية و شكل المطرب.

و هؤلاء المطربين و المطربات الذين سرقوا أموال الشعوب باسم الفن و ذهبوا بأموالهم إلى أوربا و اشتروا الأبنية و السيارات الفاخرة قد أفسدوا أخلاق الشعوب بأغانيهم المائعة و افتتن الكثير من الشباب و أحبوهم من دون الله.

و أقول لكل من يسمع هذه الأغاني: أتركها مرضاة لله سبحانه و تعالى و صدقني ستجد لذة في تركها و اعتزازا بالنفس لم تشعر به من قبل، و استبدلها بأشرطة القرآن و الخطب و الأناشيد الإسلامية و حينئذ ستعرف الراحة النفسية و العاطفية الحقيقية.
::رقم 4::واختتم به::
----------------------------------
يقول ابن القيم رحمه الله: ما اعتاد أحد الغناء إلا و نافق قلبه وهو لا يشعر، ولو عرف حقيقة النفاق لأبصره في قلبه، فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن، إلا و طردت إحداهما الأخرى….. فاختر أنت أيهما تريد.
 


المصدر: موقع نور الحق

الاثنين، 13 أبريل 2015

تحميل القران الكريم كاملا بصوت ماهر المعيقلي mp3 مضغوط

                                     تحميل القران الكريم كاملا بصوت ماهر المعيقلي mp3 مضغوط


تم بحمد الله تنزيل سور المصحف الكريم للقارئ ماهر المعيقلي من موقع المكتبة الصوتية للقرآن الكريم


 ثم تجميعهم في ملف واحد و رفعهم برابط واحد مباشر سريع يدعم استكمال التحميل

 و أهم شيء أنه بدون إعلانات إطلاقا و لله الحمد

حجم المصحف كاملا 621 mb و هو بصيغة mp3 (الملف مضغوط بصيغة zip)


  


الجمعة، 3 أبريل 2015

علامات خروج المسيح الدجال للشيخ نبيل العوضي

علامات خروج المسيح الدجال للشيخ نبيل العوضي

 

الثلاثاء، 17 مارس 2015

حكم الاستماع للاغاني

حكم الاستماع للاغاني للشيخ محمد العريفي




                                                        


                                                     الله يهدي جميع شباب المسلمين ...   امين

ما يلزم من يشعر بخروج الريح في السجود وأثناء التشهد

 
السؤال
مشكلتي هي: أنني أثناء السجود أحس بخروج هواء من الدبر طوال ما أنا ساجد، ولا ينقطع إلا عندما أقوم من السجود، ويأتيني أيضا أثناء التشهد، فهل هذا ينقض الوضوء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
 فإن كان ما تحس به مجرد شكوك ووساوس -وهو الأقرب- فلا تلتفت إليه، ولا تسترسل مع الوساوس؛ فإن علاجها هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها. وانظر الفتوى رقم: 51601.
ومهما شككت في خروج الريح، فاعمل بالأصل وهو عدم خروجها، فلا تقطع صلاتك إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بانتقاض الوضوء؛ فقد شُكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل يُخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا. متفق عليه.
قال النووي في شرح الحديث: معناه: يعلم وجود أحدهما، ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين. اهـ.
أما إذا علمت وتحققت من خروج الريح أثناء الصلاة, فقد بطلت, ووجب إعادتها بعد أن تتوضأ, وهذا بشرط أن لا يصل الأمر إلى حد السلس، فإن وصل لذلك فقد ذكرنا كيفية صلاة صاحب السلس, وبينا ضابطه، وذلك في الفتوى رقم: 206542, وإحالاتها.
هذا وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، وطرح ما تجده عليهم فقد يكون في الأمر جانب غير فقهي بحت.
والله أعلم.

المواضع التي يشرع فيها رفع اليدين في الصلاة

السؤال

بارك الله فيكم. قرأت في مواقع أخرى للفتوى، أنه ثبت رفع اليدين في الصلاة في أربعة مواضع عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، والرفع منه، وبعد القيام من الركعة الثانية. ورجعت إلى صفة الصلاة للألباني -رحمه الله- فقرأت أنه كان يرفع عند هويه للسجود، وكذلك إذا رفع من السجود، وكذلك إذا سجد السجدة الثانية، وإذا قام منها، وهذا يكون أحيانا كما ورد. فأيهما أصح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                       
فالمواضع التي يشرع فيها رفع اليدين أثناء الصلاة، قد جاءت مفصلة، ومحققة في فتوى للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وسنورد إن شاء الله نص كلامه؛ لما فيه من الفائدة, والوضوح.
سئل فضيلة الشيخ: هل ثبت رفع اليدين في الصلاة في غير المواضع الأربعة؟ وما الجواب عما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يرفع يديه في كل خفض ورفع؟
فأجاب فضيلته بقوله: قال السائل رفع اليدين في غير المواضع الأربعة، وهذا يحتاج إلى بيان، فالمواضع الأربعة: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول. فهذه المواضع صح بها الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كان يرفع يديه إذا كبر للصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا قال سمع الله لمن حمده، وإذا قام من التشهد الأول، قال: وكان لا يفعل ذلك في السجود". فهذه المواضع صح بها الحديث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما ما عداها، فلم يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يرفع يديه لا إذا سجد، ولا إذا قام من السجود، وعلى هذا فلا يسن للإنسان أن يرفع يديه إذا سجد، ولا إذا قام من السجود. وأما ما روي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أنه يرفع يديه في كل خفض ورفع" فقد حقق ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد أن ذلك وهم من الراوي، أراد أن يقول: "كان يكبر في كل خفض ورفع" فقال: "كان يرفع يديه في كل خفض ورفع". ...

وإذا كان ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو الحريص على تتبع فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تتبعه فعلاً فرآه يرفع يديه في التكبير، والركوع، والرفع منه، والقيام من التشهد الأول. وقال: "لا يفعل ذلك في السجود". فهذا أصح من حديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كان يرفع يديه كلما خفض وكلما رفع" ولا يقال: إن هذا من باب المثبت، والنافي، وأن من أثبت الرفع، فهو مقدم على النافي في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- لأن حديث ابن عمر صريح في أن نفيه ليس لعدم علمه بالرفع، بل لعلمه بعدم الرفع، فقد تأكد ابن عمر من عدم الرفع، وجزم بأنه لم يفعله في السجود، مع أنه جزم بأنه فعله في الركوع، والرفع منه، وعند تكبيرة الإحرام، والقيام من التشهد الأول. فليست هذه المسألة من باب المثبت، والنافي التي يقدم فيها المثبت، لاحتمال أن النافي كان جاهلاً بالأمر؛ لأن النافي هنا كان نفيه عن علم، وتتبع، وتقسيم، فكان نفيه نفي علم لا احتمال للجهل فيه، فتأمل هذا فإنه مهم مفيد، والله أعلم. انتهى.
والله أعلم.

حكم الإطراق بالرأس أثناء القيام في الصلاة

السؤال
انتشر مقطع لأحد الدعاة فيه أنه من الخطأ في الصلاة أن ترخي رأسك وتنحني وأنت قائم بحيث يلتصق الذقن بالصدر تقريبا، وذكر حديثا لم أعثر عليه في النت وهو "لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الصلاة" والذي وجدته "لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الركوع والسجود" فليتكم توضحون لي المسألة، وحكم من صلى وهو مرخي رأسه وهو قائم يقرأ في صلاته.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج على المصلي في أن يطرق برأسه أثناء القيام في الصلاة بحيث لا يخرج عن حد القيام، وليس من شرط القيام نصب الرقبة، والمهم أن ينتصب ظهره قائما، وأما خفض الرأس فلا يضر، قال النووي في المجموع : وَلَوْ أَطْرَقَ رَأْسَهُ بِغَيْرِ انْحِنَاءٍ صَحَّتْ صَلَاتُهُ بِلَا خِلَافٍ لِأَنَّهُ مُنْتَصِبٌ... اهــ .
وقال صاحب مطالب أولي النهي: فَلَا يَضُرُّ فِي الْقِيَامِ خَفْضُ رَأْسٍ عَلَى هَيْئَةِ الْإِطْرَاقِ وَانْحِنَاءٌ قَلِيلًا لِأَنَّهُ لَا يُخْرِجُهُ عَنْ كَوْنِهِ يُسَمَّى قَائِمًا... اهـــ .
بل ذهب بعض الفقهاء إلى أن الإطراق بالرأس في القيام سنة من سنن الصلاة، قال البجيرمي الشافعي في حاشيته على الخطيب: ...وَإِنْ أَطْرَقَ رَأْسَهُ أَيْ أَمَالَهَا إلَى صَدْرِهِ، بَلْ يُسَنُّ كَمَا قَالَهُ الْغَزَالِيُّ لِيَنْظُرَ إلَى مَحَلِّ سُجُودِهِ... اهــ .
وقال زكريا الأنصاري الشافعي في أسنى المطالب: وَشَرْطُهُ أَيْ الْقِيَامِ نَصْبُ فَقَارِ الظَّهْرِ وَهُوَ عِظَامُهُ لَا نَصْبُ الرَّقَبَةِ لِمَا مَرَّ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ إطْرَاقُ الرَّأْسِ... اهــ
وأما حديث: "لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الصلاة" فلا نعلمه بهذا اللفظ، والحديث جاء بلفظ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ" رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان وغيرهم.
والله تعالى أعلم.

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

تحميل القران الكريم كاملاً بصوت محمد البراك برابط مباشر mp3





( لا تحرمونا من استغفاركم )
تحميل القران الكريم كاملاً بصوت محمد البراك برابط مباشر وجودة عالية

إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحميل القران الكريم كاملاً بصوت محمد البراك برابط مباشر وجودة عالية mp3



 http://www.mediabistro.com/alltwitter/files/2012/12/download.jpg
انشر تؤجر

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

يقولون بأفواههم...يقولون بألسنتهم

في سياق إخبار القرآن الكريم عن المنافقين، وأنهم يظهرون الإيمان، ويبطنون الكفر، نقرأ قوله تعالى: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} (آل عمران:167)، وفي سياق حديث القرآن عن الأعراب نقرأ قوله عز وجل: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} (الفتح:11)، فلسائل أن يسأل: إن مقصود الآيتين قد اتحد؛ لأن حاصله التعريف بأن كلا من المذكورين في الآيتين أظهر خلاف ما أبطن، فلِمَ قيل في آية آل عمران: {بأفواههم}، وقيل في آية سورة الفتح: {بألسنتهم} مع اتحاد المعنى؟

أجاب ابن الزبير الغرناطي عن هذا الاختلاف بقوله: إن قوله في آية آل عمران: {بأفواههم} ينبئ عن مبالغة واستحكام، وتمكن في اعتقاد أو قصد، لا يحصل من قوله: {بألسنتهم}، ألا ترى قولهم: (تكلم بمِلء فيه) حين يريدون المبالغة، وقال تعالى: {اليوم نختم على أفواههم} (يس:65) المراد المبالغة في منعهم من الكلام، وإذا خُتم على (الأفواه) امتنعت (الألسنة) عن النطق، وكان أحكم في المنع.

ولما كان المراد بالآية الأولى الإخبار عن المنافقين، من أمثال عبد الله بن أبيٍّ وأصحابه ممن استحكم نفاقه وتقرر، فقال يوم أحد ما حكى الله تعالى من قولهم في المخالفين لهم من الأنصار ممن أكرمه الله بالشهادة في ذلك اليوم: {لو أطاعونا ما قتلوا} إلى ما قالوه من هذا، ثم ورَّوا عنه بقولهم لصالحي المؤمنين: {لو نعلم قتالا لاتبعناكم} (آل عمران:167)، فأخبر تعالى عنهم بما أخفوه من الكفر، فقال تعالى: {هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} (آل عمران:167)، فناسب الإبلاغ في قوله تعالى: {بأفواههم} ما انطووا عليه، واستحكم في قلوبهم من الكفر.

أما آية سورة الفتح فقد سيقت مساق الإخبار عن أعراب ممن قال تعالى فيهم: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} (الحجرات:14)، وهؤلاء لم يستقر نفاقهم كالمذكورين في سورة آل عمران، وإنما أخل بهم قرب عهدهم بالكفر، وإن لم يتقرر الإيمان في قلوبهم، لكن لا عن نفاق كنفاق الآخرين، قال تعالى مخبراً عن هؤلاء الأعراب: {سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا} (الفتح:11) فعن هؤلاء قال تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم}، فعبر بـ (الألسنة) إشعاراً بأن حال هؤلاء ليس كحال أولئك المنافقين المقصودين في آية آل عمران؛ فلاختلاف الطائفتين اختلفت العبارة عما صدر منهم، وورد كلٌّ على ما يناسب، ولم يكن عكس الوارد ليناسب.

هذا ما ذكره ابن الزبير في جوابه عن الاختلاف بين التعبير بـ (الأفواه) في آية سورة آل عمران، والتعبير بـ (الألسنة) في آية سورة الفتح. ولم نقف فيما رجعنا إليه من كتب التفسير على من تحدث عن هذا الاختلاف.

{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} (1): أعظم خصائص القرآن

اتسم القرآن بجمعه بين أمرين عظيمين، لم يجتمعا للكتب السماوية قبله: الإعجاز والمنهجية، والسمتان تعكسان شيئاً من العظمة القرآنية:

السمة الأولى: القرآن معجزة متجددة:

القرآن الكريم هو المعجِز الخالد المتجدد الذي لا تنقضي عجائبه، وأدلة ذلك كثيرة، ومن الأدلة الإجمالية على ذلك:

الدليل الأول: قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:41 -42).
و{عزيز} هنا تحتمل المعاني الأربعة الآتية:

المعنى الأول: غالب لمن رام تغييره أو تحريفه على ما قرره النسفي: عزيز أي: منيع الجناب محمي بحماية الله {لا يَأْتِيهِ الْبَـاطِلُ} التبديل أو التناقض {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} أي: بوجه من الوجوه.

المعنى الثاني: غالب معارضيه فلا يمكن معارضته أو الإتيان بمثله على ما قرره ابن كثير: لا يرام أن يأتي أحد بمثله.

المعنى الثالث: غالب بِالحجة لمن كذب به.

المعنى الرابع: غالب بالفضل لما سواه من الكتب من حيث إِنَّ الغلبةَ تستلزم التفضل والتفَوق، وغالبٌ لبلغاء العرب إذ أعجزهم عن معارضة سورةٍ منه، ويكون حكيماً مثل صفَة منزله، وقرر هذين المعنيين الأخيرين الطاهر بن عاشور.
ويمكن إضافة معنى خامساً وهو أنه غالب جميع الدساتير والمناهج التي يراد منها إسعاد البشر، فلا توجد السعادة إلا فيه، ولذا جعل الله القرآن العظيم مفتاح آلائه، ومصباح قلوب أوليائه، وربيعهم الذي يهيم به كل منهم في رياض برحائه، ودليل الصدق، وبرهان الحق أمام الحائر المتردد أو المبطل المرتكس في جفائه.
الدليل الثاني: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (النساء:174):

هذه الآية عجيبة عظيمة تجمع أفانين من المعاني الفخيمة:

- فالقرآن برهان وحجة على أعدائه وخصومه من المنكرين، ونور لأتباعه من السائلين المتحيرين.

- والقرآن برهان للعقول والمفاهيم والأفكار، ونور للقلوب والعواطف والأبصار.

ولذا قال ابن كثير: "يقول تعالَى مخاطباً جمِيع الناس ومخبراً بأنه قَد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القَاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة؛ ولهذا قال: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} أَي: ضياء واضحًا على الحق، قَال ابن جريج وغيره: وهو القرآن"، فالبرهان هو الحجة الواضحة الفاصلَة، وميزة برهان القرآن أنه لم يقترن بزمان ولا مكان، بل إنه برهان على اختلاف الأعصار، وتنوع الأمصار، ولذا قال فيه البوصيري:

لم تــقـــترن بزمــانٍ وهــي تخبــرنا             عن المعاد وعن عادٍ وعن إرم
دامـــت لديــنا ففــــاقت كل مــعجزةٍ               من النبيين إذ جاءت ولم تـــدم
محكمــــاتٌ فَمــا تبقِين من شبهٍ لذي             شقَـــاقٍ ولا يبــغين مــن حــكم
ما حوربت قَط إِلا عــــاد من حربٍ            أعدى الأعـادِي إليها ملقي الســلم
ردت بلاغتها دعوٰى معـارضها رد             الغــيور يـد الجــاني عــن الحرم
لها معانٍ كموج البـــحر في مـــدد              وفـوق جوهره في الْحسن والقيم
فما تعد ولا تحـــصٰى عجــــائبـــها              ولا تسـام على الإكـــثار بالسأم
قَرت بها عيــــن قَاريهَا فقــــلت له                 لقَد ظــفرت بحبل الله فاعتصم
إن تتلها خيفَـــــة من حر نار لظىٰ             أطفأت حر لَظىٰ من وردها الشبم
 الدليل الثالث: في "الصحيحين" عن أبِي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما من الأنبياء نبي إِلا أعطي ما مثله آمن عليه الْبشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله لَي، فَأرجو أن أكونَ أكثرهم تابعاً يوم القيامة).

قال ابن حجر في بيان الحديث لتجدد المعجزة القرآنية: "المعجزات الماضية كانت حسية تشاهد بالأبصار، كناقة صالح، وعصا موسى، ومعجزة القرآن تشاهد بالبصيرة فيكون من يتبعه لأجلها أكثر؛ لأن الذي يشاهد بعين الرأس ينقرض بانقراض مشاهده، والذي يشاهد بعين العقل باق يشاهده كل من جاء بعد الأول مستمراً".

وبين ابن حجر سر ترتيب قوله: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) على معجزة القرآن فقال: "رتَّب هذا الكلام على ما تقدم من معجزة القرآن المستمرة؛ لكثرة فائدته، وعموم نفعه، لاشتماله على الدعوة والحجة والإخبار بما سيكون، فعم نفعه من حضر ومن غاب، ومن وجد ومن سيوجد، فحسن ترتيب الرجوى المذكورة على ذلك، وهذه الرجوى قد تحققت فإنه أكثر الأنبياء تبعاً".
السمة الثانية: القرآن دستور الحياة الكونية السعيدة:

فقد أنزله الله تعالى:

1) هادياً الناس سبل السلام، ومخرجاً للعباد من الظلمات إلى النور، وهادياً إلى الصراط المستقيم في كل الأمور الحياتية {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة:16).

2) وليس يهدي فقط للأمر القويم، بل لما هو أقوم {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء:9).

3) وجعله مبيناً متعدد الطرق في تنمية المجتمعات وتزكية الأفراد والجماعات بالخيرات والصالحات {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (النور:34)، فالقرآن منهج دائم عاصم.

القرآن منهج دائم عاصم:

عوفيت الأمة الإسلامية مادامت متمسكة بالقرآن من أعظم دائين يبيدان الأمم، ويزيلان وجودها الحضاري:

داء الضلالة الفكرية والثقافية، وهذا داء عقلي.

وداء الهلاك والاستئصال، وهذا داء جسدي يجتاح الأفراد والأمة.

وقد يتساءل متسائل: كيف يمكن أن تعافى أمة الإسلام وهي أشد ما تكون سوءاً في حياتها، يعلو سطحها الخسار، ويرفرف في واقعها البوار، ويرى المرء البؤس في مجموعها كأنها بين الأمم بقايا دمار؟

والجواب واضح للمنصفين من أولي الألباب: سبب ذلك بعدها عن القرآن بل إن الحياة المعاصرة في الأمة الإسلامية تشهد أمراً شيطانياً كئيباً حيث تعقد مؤتمرات القمم، ومؤامرات الظالمين والظُلَم لمناقشة ممارسة مزيد من السبل والطرق لإقصاء القرآن عن سبيل بني الإنسان.

وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يبين كيف يعصم القرآن حياة المتبعين له من الداءين المذكورين، فيحكي أبو شريح الخزاعي -فيما رواه ابن أبي شيبة وابن حبان-: قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبشروا وأبشروا. أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)؟ قالوا: نعم، قال: (فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا).

واهاً لهم كيف ابتعدوا عن القرآن، ثم حاولوا إبعاده عمن يريده من كل مُتعَبٍ مضنىً حيران، فأشقوا أنفسهم، وأحدثوا الجراح الغائرة في جسد أمتهم فهم يعمهون..{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} (يس:30)..على أن ذلك لا يمكن أن يحجب نوره عن الآفاق، ونسماته الرائعة من الارتفاع والإشراق، وبيناته من إزاحة الظلمات عن القلوب الحائرة حينما كانت تغدو حزينة لا ولي لها ولا واق.. ولذا قال فيه نقولا حنا الذي أسلم بعد قراءته للقرآن:
يـقـولـون مـا آيـاتُه، ضلَّ سعـيُهــــــــم     وآيـاتُه - لــــــــــــــيست تُعدّ - عِـــظام
كفى معجزُ الفرقـان للنــــــــــــاس آيةً     عـلا وسمـا كـالنــجـم لـــــــــــيس يُــرام
فكلُّ بـلـيغٍ عـنده ظلّ صــــــــــــــامتًا      كأنّ عـلى الأفـواه صُـــرَّ كِمــــــــــــــام
كفــى نصـــره فـــرداً تعاديــه أمـــةٌ       ومـــن ينـــصر الرحمــــن كيف يضام
وشاء إله العرش بالنـــاس رحــــمـــة      وأن يــتـــلاشى حـــــقـــدهم وخصـــام
فــفرق مــا بين الضــلالة والـــهـــدى        بفــرقان نــور لــم يَشُــــبْهُ قــــــتـــام
أتــــــاهم بقـــرآن الســـلام رســـــولُه        فطـــاف بأرجـــاء البــــلاد ســــــلام
كتاب هدى لا ريب فيــــه مشــــرع         وللســــــلم والعمـــــران فيــــه دِعـام
مفصـــــلةٌ آيـــــــــاته عـــــــربــيـــة         فِصــــاح بها عـــــز البيان عــــظـام
تجـــــــاوب أصداء التلاوة في قــــبا           فشـــق لـها في المشــــــرقين إمـام